عبارة تتردد في سماء فكري المتعب ,كلما شعرت ببوادر عاصفة منذرة بهبوب .. تستحق مني أن أتهيأ لها و أستعد ببذل مزيد جهد حتى لا أسقط فلا أجد من يمد لى يد عون .. أو أخشى من تلاعب شيطان في لحظة ضعف ليعبث ببقايا إيمان
و كم هي تلك العواصف المنذرة بهبوب رياح في حياتنا !!
إنّ المصيبة العظمى أن تكون ريحك التي تنذر باقتلاع بناء تهبُّ من الداخل !!ترى كم تحتاج لمعونة وحول وقوة تستدفع بها هذه الريح العاتية و كم نحن ضعفاء إن لم يرحمنا ربنا عز و جل !!
و ما أشدّ حاجتنا لله عز و جل و للطفه إذا تنكبنا في طريقنا الذي نسير فيه نريد بلوغ الهدف بعد أن قطعنا مسافات شاسعة و حين تقترب جدران نفس لتخنق روح يفزع الجسد المنهك قياماً ليتذكرفى هذه اللحظة كم نحن بحاجة لله و كم نحن بحاجة لتوفيقه كم نحن بحاجة لهدايته و كم نحن بحاجة أن نجهر له بالدعاء و مع كل نفس أن يهدينا صراطه المستقيم و الاهتداء له و سلوكه و الاستقامة سيراً عليه و الموت عليه غير مبدلين ولا مغيرين
تضيقُ النفسُ كثيراً حينما تنازعها شهوات نفس ٍ ملحّة تصرفها عن المقصود , أو لمّا تعترضها مزعجات تشغل و تصدُّ و ربما تلهى فيمضى زمان على النفس فتعتاد الضعف و تركن لدعة و كسل و تنشغل بما انشغل به القوم مما لايحسن حمله و الاستثقال به في السير للدار الآخرة و حينما تتنبه النفس لذلك و تعلن تمرداً على حالٍ فيها اعوجاج قد تسلك
بالسائر أسباب سخط يشتد الابتلاء فيعلن الشيطان حربه بإضعاف عزم وفت عضد عزيمة , و تقبل الدنيا بزينتها تتصور لهذه النفس تشوق و ترغب و تحسر و يزداد همُّ النفس لتكالب العدو عليها .. فيتعثر خطاها .. و يكثر سقوطها .. فتارة تكون عوناً للعدو و تارة تكون هى العدو .. و تارة تترك السائر و قد أفرغت فيه سموم وهن فلا يستطيع سيراً و يستثقل خطوه
و هو كذلك بين جراحات ذنوب و تعثر فى طريق و يتنفس القلب المكلوم من بين ثنايا نفس مظلمة تبحث عن نور .. ليطلق عبارات رجاء
تنخدع النفس كثيراً بعبارات مديح و ثناء .. تتخفف من عناء تعب وجدته حين كانت تعمل و تجتهد تـنفلت من نفس صاحبها تنازعه روحه و تنطلق ببصر يمتد عبر الأفق لتفتش عن همس بين اثنين لعلهما يتحدثان فيها ..
توهم صاحبها وهما فيعيشه حقيقة و تستشرف نفسه لحلاوة عاجلة ..
هكذا هي نفوسنا بين إقبال و إدبار مع صاحبها تعده بفُتات تجلبه له و ربما جلبت له و هو لايشعر في غفلة الطمع جمراً يغفل عنه فيحرق عمله كله
و ويحه إذا أتى يوم القيامة و قد أشقى و اتعب نفسه بعمل مدخول ينتظر الجزاء عليه .. يرقبه جبالاً عظيمة تتطاير من حوله فيغدو هبــــــــــاءً !!
أمضى العمر كله ليجمع هباءً .. و ليته ينجو من عاقبة الإثم !!
و هكذا هي نفوسنا .. يغرها العاجل ليعميها عن محاسبة و إزراء بنفس عادتها أن تبحث هنا و هناك عن مادحٍ يخفف عنها آلام السير و تتزين بحلة مستعارة ظاهرة لا تحجب عن باطن العبد صقيع الرياء و التلون و تستدفع عنها عبارات الذَّامِّين لها ..
و كلما مضت بى السنين , أخط بحروف أحفرها على صخرة الفؤاد العصىّ علامات استفهام كثيرة و كبيرة عند كل سقطة و عند كل زلة ٍ عابثة .. أو قد استقمتُ حقاً ؟!
للمسقيمين طريق إذا وجدته شعت أنوار الصدق فى وجهك تمد يداً من شعاع النور تسلمك للطريق لتمضى سيراً عليه بوابل من الدموع قد سقيت من ماء الصدق حتى لتضع قدمك على آثار أقدامهم فينتفض منك القلب لحرارة الصدق
و قفت ُ في الطريق .. و قد أبهرنى صدقهم و أبكانى عجزي بينهم و رأيت آثارهم .. و غاب أثري فقلت ُ لنفسي : أو حقاً قد استقمتُ ؟!!
ترى كم يحتاج منّا الطريق براهين صدق !!
رأيتهم و رأيت نفسي معهم نرفع رايات الصدق على أول الطريق .. نظنُ السير رايات براقة و شعارات خفاقة تخفق في قلوب الضعفاء أمثالى و أمثالهم ..
ولا يمر وقت حتى أجد نفسى داعيا الله عز و جل .. اللهم يا هادى الناس ليوم لا ريب فيه اهدنى الى ضالتى
اللهم اهدنى فيمن هديت .. و ارزقنى قبل الموت توبة .. و عند الموت شهادة .. و بعد الموت براءة و عتقا من النار
دعوتك ربى كما امرتنا .. فاستجب لدعائى كما وعدتنا
اللهم استجب .. اللهم استجب .. اللهم استجب
No comments:
Post a Comment