1.01.2010

صــــور مقـلــــوبــة


نسمع دائما مقولة " و ما الدنيا إلا مسرح كبير " .. بها مشاهد و مواقف و احداث تجرى أمامنا , و لكن بحياتنا أيضا صور تعبر عن مواقف و أحداث و تفصيلات لا يمكن اغفالها ..
نذهب و نجئ .. نتقدم و نتأخر .. نعلم و نجهل .. نعرف و نتعارف .. و بين هذا و ذاك نرى صورا صحيحة و أخرى مشوشة وأخرى واضحة وضوح الشمس فى السماء .. و أخرى مقلوبة !! تلك التى تعرفنا أن هناك خلل ربما .. أو تقصير فى بعض الاحوال .. أو أن الحياة اصبحت مقلوبة هى الاخرى .. فمثلا

عندما يدق جرس بابك ذات مساء متسائلا عن اسم جارك الملاصق لك وتجيبه بـ " لا أدري "

اغلق بابك وأعلم أن الصورة التي بين يديك مقلوبة !!

و عندما تذهب لأخذ ابنك من مدرسته أثناء يومه الدراسى له وتفاجئ الجميع بأنك لا تعلم في أي صف هو !!
فاعلم أن الصورة ما زالت مقلوبة معك !

و عندما تمر بأحدهم كل يوم ، وتراه كل يوم ، وتألفه ويألفك , ويكاد كتفك يضرب بكتفه وخطاك تعثر خطاه .. ولا تنبت شفاك او شفاه بالسلام عليكم !!

ساعتئذ أعلم يقينا .. أن الصورة باتت مقلوبة !!

و عندما تفتش فى جهازك المحمول و تكتشف ان آخر مكالمة أجريتها لأقرب صديق أو قريب هي قبل أسبوع أو أكثر ...

فاعلم ان الصورة ما زالت مقلوبة !!

و عندما تتحول علاقاتنا المنزلية الى مجرد مسجات نرسلها لبعضنا من خلف أبواب غرفنا الغلقة ...

فاعلموا ان الصورة مقلوبة !!

و عندما تفتقدنا موائدنا التي كان يجدر بها أن تجمعنا ثلاث مرات في اليوم , ليتناقص العدد الى مرة واحدة ...

فاعلموا ان الصورة مقلوبة !!

و عندما يكتض المنزل بأكثر من ثمانية افراد ولا يرى كل منهما الآخر الا في نهاية الاسبوع أو في آخر اليوم لتتحول منازلنا مثلها مثل الفنادق ..

فاعلموا ان الصورة ما زالت تصر على أن تبقى مقلوبة !!

و عندما يسيطر الانتقام على علاقاتنا الاجتماعية فنجامل بحضورنا للمناسبات من يجاملنا بالحضور ، و نتجاهل من تجاهلنا لا لشي إلا لنرد لهم الصاع صاعين !!

فاعلموا أن الصورة لم تعد معتدلة بالمرة !!

و عندما تكتب منددا بمن انعزلوا عن التواصل الاجتماعي وتكون انت أول المقصرين اجتماعيا ، وانك بذلك لا تنقد الا نفسك

فاعلم أن الصورة مقلوبة وانك من يجب أن يبدأ بتعديلها !!

و عندما تتعنت الاراء ، ويظن كلا الطرفين بانه الصح ولا صحيح بعده ، ويفرد كل ذي عضلة عضلته على الاخر، و يفسد الاختلاف للود آلاف القضايا !!

فاعلم بأن كلاهما يمسك بصورة مقلوبة !!

و عندما يسطر عليك وهم العظمة ، وتأخذك الظنون الى حيث تشاء انت وليس حيث تشاء هي ، وتستخف بافكار غيرك ، و تحسب انك انت ولا أحد سواك هو الافضل ..

فاعلم ان مرآتك خدعتك ، و ان صورتك مقلوبة !!

و عندما تشغل منصبا تربويا يحتم عليك ان تنادي بضرورة تربية الأبناء التربية الدينية الحسنة وتعويدهم على العادات والأخلاقيات السليمة ، وأبنائك في البيت يعاونون من عقدا نفسية بسبب سوء تربيتك لهم !!

فاعلم تماما أنك لا تملك الا صورة مقلوبة !!

وعندما يلجأ والدك الى ابن الجيران ليوصله لقضاء حاجيات المنزل ، فيما أنت تتنزه و تلهو و تمرح فى الأماكن المفضلة لديك بكل ما تملك من وقت أيا كان فراغا أم لا .. و ضاربا عرض الحائط ارتباطك بأسرتك و بمنزلك !!

فاعلم ان صورتك مقلوبة !!

و عندما تزعج والديك بتصرفاتك التي لا تعي تأثيرها عليهما كعدم جلوسك معهما كل يوم ، وعدم محادثتهما عن أمورك و أمورهما ، متناسيا بأنك قطعة منهما وبأنهما يفتقدان تلك القطعة كل يوم ، ومتناسيا سعادتهما عندما يرانك بينهما !

فاعلم ان الصورة ما عادت معتدلة ابدا .. و أنك تستحق ان تنقلب صورتك بهذا الشكل !!

و عندنا تعامل الناس لمجرد معاملتهم و لكسب الود و الاحترام و انتقاء الكلمات الحسنة فى حقك لينشرح صدرك فرحاَ بنفسك .. و تنسى معاملة ربك قبل أى شخص .. و أنك سوف تحاسب على كل خطوة و كلمة و عمل و حرف تكتبه او تنطقه ..

فكن على يقين .. و تأكد .. و ذكِّر نفسك دائما بأنك تمسك بصورة مقــلـوبـــة !!

و عندما ... و عندما ... و عندما تمر بأذهانكم الان صور أخرى مقلوبة .......

فاعلموا ان البوم الصور كله مازال مقـلــوبـــــا

No comments:

Post a Comment