1.01.2010

كل قلــب ليس به خــوف من الله .. فهو خـــراب

حين قال النبى صلى الله عليه و سلم : عينان لا تمسهما النار عين بكت في جوف الليل من خشية الله ‏,‏ وعين باتت تحرس في سبيل الله تعالى .. صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم

فقد خص النبى عباد الرحمن ذو القلوب الوجلة الرقيقة التى تمتلئ بحب الله وهو حب العبد لربه النابع منه الخوف من عصيانه قبل الخوف من غضبه جل و علا ..

و خشية الله عز و جل تأتى من عظمته سبحانه و تجليه فى علاه و ليس خوف مقهور من قاهره , الخوف من الله هو سمة المؤمنين و اية المتقين و طريقٌ للامن في الاخرة و سبب للسعادة في الدارين

فالخوف من الله دليل على كمال الايمان و حسن الاسلام و صفاء القلب و طهارة النفس إذا سكن الخوف من الله في القلب أحرق مواضع الشهوات فيه و طرد بهرج الدنيا عنه و هو سوط الله يقوّم به الشاردين عن بابه

فكل إنسان يدعي الخوف من الله ، و لكن هذا الخوف : إما أن يكون صورة، أو حقيقة ؛ فمن منعه الخوف من الله من فعل المحرمات ؛ فخوفه حقيقة ، و من لم يمنعه الخوف من الله من فعل المحرمات ؛ و تمادى بها ؛ فإن خوفه صورة لا حقيقة، و ادعاؤه كاذب .

و كنتيجة لهذا الخوف الصوري رأينا انتشار المعاصي و المنكرات في أوساط المسلمين ؛ فما خاف الله حقيقة من تجرأ على محارم الله ، ما خاف الله حقيقة من ترك الصلاة أو تهاون فيها ، و ما خاف الله حقيقة من تعامل بالربا ، و ما خاف الله من ازدرى نعم الله .

أحبتى فى الله .. الخوف من الله أصل كل خير في الدنيا والاخرة وكل قلب ليس فيه خوف من الله فهو قلب خراب

عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال : كل عين باكية يوم القيامة إلا عينا غضت عن محارم الله ‏,‏ وعينا سهرت في سبيل الله ‏,‏ وعينا يخرج منها مثل رأس الذباب من خشية الله تعالى

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ‏لا يلج ‏-‏ أي لا يدخل ‏-‏ النار رجل بكى من خشية الله تعالى حتى يعود اللبن في الضرع ‏,‏ ولا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم ‏ .. صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم

‏و قال عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه ‏:‏ لأن أدمع دمعة من خشية الله أحب إلي من أن أتصدق بألف دينار

و كان لصدر رسول الله صلى الله عليه وسلم أزيز كأزيز المرجل من البكاء أي فوران و غليان كغليان القدر على النار ‏.

و قال الكندي ‏:‏ البكاء من خشية الله تطفئ الدمعة منه أمثال البحار من النار ‏.‏

و يقول النبى صلى الله عليه و سلم : إذا اقشعر جسد العبد من مخافة الله عز وجل تحاتت عنه خطاياه كما يتحات عن الشجرة اليابسة ورقها .. صدق رسول الله

‏و قال صلى الله عليه و سلم ‏:‏‏ قال الله سبحانه و تعالى ‏:‏ و عزتي لا أجمع على عبدي خوفين ولا أجمع له أمنين ‏,‏ إن أمنني في الدنيا أخفته يوم القيامة ‏,‏ وإن خافني في الدنيا أمنته يوم القيامة ...

و قال أبو سليمان الداراني ‏:‏ كل قلب ليس فيه خوف الله فهو خراب ‏.‏ و قد قال تعالى ‏:‏ ‏{‏ فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون {

و قال بعض السلف ‏:‏ لو نودي ليدخل الجنة كل الناس إلا رجلا واحدا لخشيت أن أكون أنا ذلك الرجل

من الأسباب التي تورث الخوف من الله عز و جل:

· إجلال الله و تعظيمه و معرفة حقارة النفس .

· خشية التقصير في الطاعة و التقصير في المعصية .

· زيارة المرضى و المصابين و المقابر .

· تذكر أن الله شديد العقاب و إذا أخذ الله الظالم لم يفلته .

· تذكر الموت و ما فيه .

· ملاحظة الله و مراقبته .

· تذكر الخاتمة .

· تدبر آيات القرآن الكريم .

اللهم ثبت قلوبنا على الايمان .. اللهم آتنا قلوباً خاشعة و أعين تدمع من خشيتك ...

و اّخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .. احبكم فى الله :)

No comments:

Post a Comment