6.24.2009

تــائب و دمعتــه فى أول لقـــاء


بكيت يومـاً من كثرة ذنوبي ، وقلة حسناتي ، فانحدرت دمعة من عيني و سمعتها تهمس إلىّ و هى تقول ...

ما بك يا عبد الله ؟

قلـــت : و من أنتِ ؟

قالـــت : أنا دمعتك .. خرجت من عينيك .. و تدحرجت على وجنتك

قلـــت : و ما الذي أخرجك ؟

قالـــت : حرارة قلبك .. و مرارة عذابك .. و حيرة أمرك

قلت مستغرباً : حرارة قلبي !! ومن الذي أشعل قلبي ناراً ؟؟

قالـــت : ذنوبك و معاصيك ... هفواتك و خطاياك

قلـــت : و هل يؤثر الذنب في حرارة القلب ؟

قالــت : نعم ألم تقرأ دعاء النبي صلى الله عليه وسلم دائماً: " اللهم اغسلني من خطاياي بالماء و الثلج و البرد " فذنوب العبد

تشعل القلب ناراً ، و لا يطفئ النار إلا الماء البارد و الثلج

قلــت : إني أشعر بالقلق و الضيق .. بداخلى حزن مخنوق يمزقنى ..

قالــت : من المعاصي التي تكون شؤم على صاحبها فتب الى الله ياعبد الله !!

قلــت : إني أجد قسوة في قلبي فكيف خرجتِ من عيني ؟

قالــت : إنه داعي الفطرة ياعبدالله ... خلقنى الله و اّلاف دموعك بداخلك .. فى فطرتك .. نخرج اليك فى ضيق و مع حرارة قلبك

قلــت : إذا ما سبب القسوة التي في قلبي ؟!

قالــت : حب الدنيا و التعلق بهـا و الدنيـا كالحيه تعجبك نعومتها و تقتلك بسمها و الناس يتمتعون بنعومتها ولا ينظرون الى سمّهـا

القاتل .. سهوت يا عبد الله عن ما امرك به الله .. عشت فى متع الدنيا و انشغلت عما كلفت للعمل به فى الدنيا ..

قلــت : و ماذا تقصدين بـ سم الدنيا يا دمعتي ؟!

قالــت : الشهوات المحـرمة و المعاصي و الذنوب و اتباع الشيطان .. و من ذاق سمها مات قلبه

قلــت : و كيف نطهر قلوبنـا من السموم ؟!

قالــت : بدوام التوبة الى الله تعالى .. و بالسفر إلى ديار التوبة و التائبين عن طريق قطـار المستغفرين

قلــت : و ها انتى يا دمعتى تغادرينى و لن أجدك ثانية بعد توبتى ..

قالــت : ستجدنى يا عبد الله فى استغفارك و دعاءك .. و فى وقت السحر مع خشوعك فى صلاتك .. و فى فرحك احضر على

وجنتيك باردة و تذوق معى حلاوة الرضا عن نفسك ..

قلــت : إذا ,, انا راحل الان الى الله و كلى شوق للعودة اليه .. عائد اليك يارب و لن اعصيك ابدا .. عائد اليك يارب و لن انساك ابدا ..

No comments:

Post a Comment